السيد نصرالله في الذكرى السنوية للقائد الجهادي الكبير الشهيد السيد مصطفى بدر الدين: إسرائيل في سوريا قلقة وخائفة ومرعوبة من المستقبل وهذا التوصيف حقيقيّ
اليوم ذكرى غالية علينا في المقاومة وحزب الله وهي الذكرى السنوية لاستشهاد القائد السيد مصطفى بدرالدين
في هذه المناسبة أجدد التبريك والتعزية لعائلة الشهيد السيد مصطفى بدرالدين ولكل رفاق الدرب
نحن عندما نصر على احياء ذكرى الشهداء ذلك تقديرا لجهادهم واحتراما لتلك التضحيات الجسام وللتذكير بإنجازاتهم ولنستلهم من سيرتهم وتضحياتهم وجهادهم ومن صفاتهم ما نتمكن منه لمواصلة الطريق الطويل في مواجهة الأخطار.
سأتطرق الى المناسبة ومنها ادخل الى النقاط المرتبطة في سوريا وتأثيرها ومن باب سوريا ادخل الى لبنان
نبارك للممرضين والممرضات بيومهم العالمي وهم يستحقون كل الاحترام والتقدير لأنهم يقفون في الخطوط الأمامية بمواجهة وباء كورونا
المعركة في مواجهة كورونا تتوقف على يقين وعلم وصلابة الطواقم الطبية ووقوفها في الخطوط الأمامية بهذه المواجهة السيد مصطفى كانت دائما يمتلك روحا قويا ومعنويات عالية وهذا يؤدي الى تماسك وصمود وثبات القدرة على التفكير واتخاذ القرار ومواصلة الحركة
عندما تكون معنويات الانسان ضعيفة او تهتز أمام أي حادث أو خطر داهم بطبيعة الحال هذا الإنهيار سيؤدي الى إنهيار في الإدارة والقيادة وله تداعيات خطيرة
السيد مصطفى بدر الدين كان لديه ثقة دائمة بالانتصار ويتميز بنقل المعنويات العالية للاخرين الشهيد السيد مصطفى بدرالدين قاد معركة التصدي لعدوان عناقيد الغضب عام 1996 وكان المسؤول العسكري المركزي للمقاومة
قيادة السيد مصطفى بدرالدين العسكرية للمعركة عام 1996 أدت للانتصار على العدو الإسرائيلي في عدوان عناقيد الغضب
تفاهم نيسان 1996 والذي جاء بعد العدوان كان له دور كبير جدًا في تراكم قدرات المقاومة الذي أدى لاحقًا إلى التحرير عام 2000
السيد مصطفى بدرالدين كان ممثلنا في المعركة العسكرية داخل سوريا بعد بدء الأزمة عام 2011 إلى جانب الإخوان السوريين والإيرانيين وغيرهم نشهد في هذا العام وأكثر من أي عام آخر تخلي النظام العربي عن فلسطين وقضيتها
سوريا تمثل مشكلة كبيرة بالمشروع الأميركي الإسرائيلي السعودي الهادف إلى فرض الهيمنة على المنطقة
مشكلتهم مع سوريا لم تكن مشكلة شخص ولم يكن لديهم مانع أن يستمر الرئيس الأسد برئاسة سوريا لو أنه قبل بتبديل هويته وموقعه.
المشكلة في سوريا بالنسبة للمشروع الاميركي السعودي كانت انها خارج الهيمنة الاميركية الاسرائيلية
سوريا أبت الخضوع والسيطرة لكل الضغوط لذا جاء الاستكبار وأدواته في العالم والمنطقة لإخضاعها
القوى ذاتها التي اتّحدت لقتال سوريا وإخضاعها والسيطرة عليها تتحد اليوم للقتال في بلدان أخرى
المشروع الأميركي الإسرائيلي السعودي سعى لتتخلى سوريا عن فلسطين والجولان المحتل اصرارنا على الذهاب الى سوريا كان بسبب إدراكنا لحجم المخاطر التي تهدد فلسطين ولبنان وسوريا والمنطقة كلها
كان علينا أن نبادر للذهاب إلى سوريا لمواجهة المشروع التآمري رغم إدراكنا لتبعات هذا القرار
حجم المخاطر التي تتهدد فلسطين ولبنان وسوريا وقضايا الحق في المنطقة دفعنا للذهاب إلى سوريا
قائدنا في المعارك في سوريا كان الشهيد بدر الدين الذي قضى أيامه الأخيرة في حياته في هذا البلد
الشهيد بدر الدين كان يخوض المعارك في سوريا إلى جانب الفريق الشهيد سليماني “كتفاً الى كتف”
المخاطر التي كانت تحيط بسوريا كانت أكبر من التضحيات التي بذلناها سوريا لم تنتصر فقط في المعركة ضدها بل انتصرت في الحرب عليها
سوريا انتصرت في الحرب وما زال لديها بعض المعارك
القيادة السورية والجيش والجزء الأكبر من شعبها انتصروا في الحرب وبقية المعارك تحتاج فقط إلى صمود
سوريا نجت من التقسيم ومن المشروع التآمري الذي كُرست له أموال طائلة وأسلحة وعشرات آلاف المسلحين
سوريا استطاعت أن تنتصر في الحرب بفضل صمود قيادتها وجيشها وشعبها وثبات حلفائها إلى جانبها
ما عجزوا عن تحقيقه عسكرياً في سوريا حاولوا تحقيقه سياسياً
المعركة السياسية لا تقل ضراوتها عن المعركة العسكرية ومخاطرها أكبر وسوريا ما زالت تخوضها سوريا نجحت حتى الآن في المعركة السياسية رغم الحرب النفسية والحصار اللذين تواجههما
من يحاصر إيران وسوريا وفنزويلا وغزة واليمن هو نفسه بدأ يعاني من تداعيات فيروس كورونا
الرهان هو على صمود شعب سوريا وقيادتها في مواجهة تداعيات أزمة كورونا وهي لديها مواردها الخاصة
ما يتردد عن تخلي حلفاء سوريا عنها هو مجرد أحلام وكلام لا أساس له
ما يتردد عن وجود صراع روسي – إيراني في سوريا هو غير صحيح
إيران لا تخوض معركة نفوذ مع أحد في سوريا .. لا مع روسيا ولا مع غيرها
الجمهورية الاسلامية وكل حلفاء سوريا من المقاومة لا يخوضون معركة نفوذ في سوريا
هدف إيران في سوريا هو منعها من سقوطها في هيمنة أميركا و”إسرائيل” وهي لا تتدخل أبداً في شؤونها
هدف إيران هو الحفاظ على هوية سوريا والحفاظ على استقلالها وإرادتها وألا تقع في أيدي أميركا و”إسرائيل”
قرار إيران حاسم في الوقوف إلى جانب القيادة في سوريا ودعم قراراتها وثباتها في وجه مشاريع الهيمنة وزير الحرب الإسرائيلي “الأبله” وعد بإخراج الإيرانيين من سوريا قبل نهاية العام الحالي
“إسرائيل” تخدع نفسها وجمهورها وتصور بعض التفاصيل على أنها انتصار في سوريا وبداية خروج إيران
وزير الحرب استخلص بأن “إسرائيل” حققت أهدافها في سوريا وقدم الأكاذيب والتضليل
عدد المستشارين الإيرانيين في سوريا زاد مع السنوات لتقديم المشورة وإدارة مجاميع عربية وسورية وإسلامية
المستشارون الإيرانيون في سوريا ليسوا عسكريين وبالتالي فإن “إسرائيل” تخوض معركة وهمية ضد إيران
لدى حسم المعركة في سوريا فإن الإخلاء يجري بطبيعة الحال في المناطق التي يجري تحريرها بعد تحرير البادية وفتح الطريق إلى حلب وانتهاء معركة دمشق تقررت عودة المقاتلين إلى بلادهم منذ سنتين
قرار تخفيض أعداد المقاتلين في سوريا جرى بالتنسيق مع الجيش السوري وبعد تحرير المناطق
ما يستدل به الإسرائيلي بشأن ما يسميه إنجازات في سوريا هو ليس انتصاراً له بل انتصار لمحور المقاومة
“إسرائيل” تعتمد التضليل والكذب بشأن تحقيق إنجازات في سوريا
قادة الكيان الاسرائيلي يقدمون إنجازات وهمية لجمهورهم
على الإسرائيليين ألا يصغوا لأكاذيب قادتهم وقد ترتكب قيادتهم حماقة قد تؤدي إلى انفجار المنطقة على بعض اللبنانيين أن يخرجوا من رهاناتهم بتغير الوضع في سوريا
على بعض اللبنانيين النظر في إعادة ترتيب العلاقات مع سوريا لأن ذلك من مصلحتهم أولاً
لدينا تحفظات على طلب قرض من صندوق النقد الدولي لكننا لا نريد تعقيد الوضع بالنسبة للحكومة اللبنانية
ترتيب العلاقات مع سوريا أمر مهم للبنان لأنه سيفتح أبواب العلاج للأزمة الاقتصادية
الرهان الحقيقي في لبنان هو في الاعتماد على الجهد الداخلي عبر إحياء القطاعات الصناعية والزراعية
طريقنا إلى الأسواق العربية هو عبر سوريا ولا يمكن ذلك دونها لأنها الطريق الحصري لذلك
من يريد أن يعالج الوضع الاقتصادي في لبنان يحتاج إلى ترتيب العلاقات مع سوريا مسألة وجود تهريب ومعابر غير شرعية على الحدود مع سوريا لا يمكن للبنان وحده معالجتها
الجيش اللبناني لا يمكنه وحده منع التهريب عبر الحدود والطريق الوحيد لذلك هو عبر التعاون الثنائي
الحديث عن قوات دولية على الحدود مع سوريا هو أحد أهداف عدوان تموز على لبنان عام 2006
لا يمكن القبول أبداً بوجود قوات دولية على الحدود مع سوريا علماً أن هذا كان أحد أهم وشروط عدوان تموز
ندعو إلى المسارعة في ترتيب العلاقة مع سوريا وإلا فإن لبنان يتجه إلى الإنهيار
سوريا جاهزة لإعادة ترتيب العلاقة مع لبنان الذي يتحمل مسؤولية التأخير والمماطلة في ذلك