خطّة الحكومة للإنقاذ.. ومخطّطات للإغراق
لن ندخل في شرح الخطة المالية والإقتصادية التي أعلنتها حكومة الدكتور حسان دياب، ولا في الإجتماع الذي دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لرؤساء الكتل النيابية يوم الأربعاء المقبل للتشاور بشأنها، ونكتفي بالقول، أن الوزراء ممثِّلي القوى السياسية قد أقرّوها بالإجماع، وهي إن لم تكن مثالية فهي على الأقل واقعية، وسوف تنال تأييد مَن يريد للبلد حكومة، ولن تنال بطبيعة الحال رضا مَن يراهنون على إسقاط هذه الحكومة في الشارع، هي التي وُلِدت أو تمّ استيلادها قبل أن يستقرّ لبنان في هاوية لا صعود له منها.
“ثورة جياع” شاء تسميتها قائد محور في طرابلس، يختطف الجياع الى حيث طبخات البحص، ووسيلة الإسترزاق إنزال الصبيان الى الشوارع، وشاهدنا على الشاشات أطفالاً بعمر العاشرة، يرشقون الجيش اللبناني ويُحطِّمون واجهات المؤسسات المصرفية وغيرها.
ثورة الجياع عامة، لا منطقة لبنانية مستثناة منها، لكن السؤال: لماذا مناطق بعينها هي التي امتطى الحاكمون بأمرهم فيها كل حراك شعبي منذ 17 تشرين وحتى بلوغنا زمن الكورونا؟، ولقاء ماذا يواجه هؤلاء المتظاهرون الوباء القاتل ويواجهون قوانين التعبئة العامة في عمليات “إنتحار” ونحر للوطن وشعارهم نموت بالكورونا كي لا نموت من الجوع؟!
يعتقد البعض أن حكومة الرئيس دياب “حيطها واطي”، وأنها خرجت عن منطوق الإرث السياسي الذي كان حصراً إرثاً للبعض، لكن مشكلة هذا البعض تتمثَّل بأن كل نجاح تُحققه هذه الحكومة هو بمثابة قطع الطريق على رموز سياسية بالعودة الى السراي ، ومواجهة ارث الفساد الذي انهك الوطن.
الحراك الشعبي المطلبي مفهوم ولكن الاعتداء والفتنة وتمرير أجندات أميركية إسرائيلية سعودية عبر زرع الفوضى المُدمِّرة امر آخر، خاصة أن رموزاً من سياسيي الأمر الواقع “في كل عُرسٍ لهم قرص”، ونقول: إننا في زمن سموم الوباء القاتل، لسنا على استعداد لأن نتقبَّل سموماً جديدة سواء كانت ضمن بيانات رؤساء حكومات سابقين، أو تصريحات تحريضية شوارعية، تعتمد المذهبية البغيضة لإفساد عقول فتيان الى حد الإعتداء على الأملاك العامة والخاصة ورجم الجيش بالحجارة.
البيان الذي صدر عن كتلة الوفاء للمقاومة بعد إجتماعها الأخير، تضمّن مواقف مسؤولة كالعادة في كل ما يتعلَّق باحترام مؤسسات الدولة والحكومة بشكلٍ خاص، ونعود بالطبع الى مستوى الخطاب السياسي لسماحة السيَد حسن نصرالله الذي بات مدرسة أخلاقية وطنية للغالبية الساحقة من اللبنانيين، ونراهن على هذه الثقافة السيادية ونُعلن: لسنا نخاف حرتقات الزواريب حتى ولو سيَّلوا بها دماء الجيش اللبناني، ونتقاسم حاجة الخبز مع سائر اللبنانيين، لكننا لن نقرب كسرة خُبزٍ مع أحد إذا كانت ملوَّثة بأجندات الإرتهان للخارج ومحاولات تكريس غرق الوطن ماليا واجتماعيا وامنياً بوجه محاولات انقاذه ..