الشيخ سهيل بركات: إن تصوير الفقير حين استلامه للمساعدة غير مطلوب بل قد يكون مذموماً بل محرماً

الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274) – البقرة –
الصدقة المستحبة أكد عليها الثقلان القرآن وأهل البيت (ع) في أي زمان ومكان وحتى أنها تجوز على الغني رغم أن الأصل هو الفقير .
ديننا الحنيف أكد وحفّز على هذه الصدقة لأنها تساهم في عملية التكافل الاجتماعي وتخفف من نسبة الفقر في المجتمع .
لقد بيّن لنا الإسلام أن صدقة السر أمرٌ بالغ الثواب وحتى أنها تُطفئ غضب الرب ولكنه لم يذم صدقة العلن بل حفّز عليها أيضاً كما ذكرنا في الآية المباركة أعلاه . نعم هناك تفضيل لصدقة السر على صدقة العلن ولكن يوجد مدح لكليهما . والأمر عائد إلى نية المتصدق علناً والله أعلم بالنوايا .
من المهم النظر إلى الجانب التشجيعي والتحفيزي لصدقة العلن فهي تجعل من الميسورين يتنافسون في خدمة المحتاجين وهذا من مصاديق { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } مع ضرورة الانتباه إلى حرمة إذلال المحتاج أو بيان فقره وهتك حرمته .
إن تصوير الفقير حين استلامه للمساعدة غير مطلوب بل قد يكون مذموماً بل محرماً ويمكن الإعلان عن المساعدة أو الصدقة بأساليب متنوعة تؤدي الغرض المنشود .
من هنا يحرم علينا التجريح أو توجيه الإهانات لمن يتصدق علناً لأنه يمارس تكليفاً مستحباً ونحن بتجريحنا له وخاصة في العلن إنما نمارس الحرام.
إن قناعتنا أن نتصدق سراً ولكن الله تعالى هو الأعلم وهو الذي أجاز الصدقة بنوعيها .
فتأمل
الشيخ سهيل بركات

شارك المقال:

زر الذهاب إلى الأعلى